خاطرة كرسى الكهرباء

أعشق سماع تلك الخطوات الحذره فى هدوء الليل

خاطرة كرسى الكهرباء

%d8%ae%d8%a7%d8%b7%d8%b1%d8%a9-%d9%83%d8%b1%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%87%d8%b1%d8%a8%d8%a7%d8%a1

أعشق سماع تلك الخطوات الحذره فى هدوء الليل؛ حذاء صلب على ارض خشبيه. يدلفون من امامى واحد تلو الاخر، ليقتادوا الرجل مكبلا فى اصفاد فولاذيه. صرير الفولاذ وندم الرجال و نحيب النساء والاطفال يزيد من اثارتى، فأنظر اليهم بضحكه مستفزه وانتظر صوت الكهرباء ليصعق رأس الرجل فتبلغ شهوتى منتهاها. أنا غريب! لا تحكم على.. فقد تسائلت فيما بينى كثيرا، هل لنا الحق فى سلب الناس حياتهم على هذا الكرسى اللعين، وتوصلت الى ما أنا فيه الان.

اليوم رأيت ذلك الغريب، يرد على ضحكتى بابتسامته الساذجه وكأنه مقدم على أخذ جرعه من مخدر اشتهيه! كان جامدا، لم ترتعد فرائصه كالسابقون، كان فقط ينظر الى بابتسامته البلهاء. لم اسمع ايضا ذلك اليوم تلك الاصوات التى اعتدت سماعها، ولم ارى له أهل يبكون عليه ولا ضحية تلعنه امها واباها. فقط هو يجلس مبتسما. يا لك من أبله ما اتى بك الى هذا المكان ستمر الكهرباء فى جمودك فتنهار وتلعن كل لحظة داعبت فيها شفتاك ضحكه كهذه، دعنا نرى. و حين بدأت الكهرباء فى الانسياب؛ بدأت بتذكر شيئا الان! ذلك اليوم … ذلك اليوم … توقفت الخطوات امام زنزانتى.