تفسير رؤية الذهب بالمنام للرجل و المراة
الذهب من الزينة التي يعشقها النساء لتزين بها في اوقات الفرح مثل مناسبات العامة بين الاهل او مناسبات خاصة بيهم و ايضا لتجميل المراة امام زوجها و نعرف بان ارتداء الذهب محرم على الرجال بالدنيا فهل ليه دلائل لظهوره بالمنام سوف نتعرف على كل ذلك بالتفاصيل.
الرؤيا من أسرار الله تعالى في النفس البشرية ما يراه الإنسان في النوم، ولعلّ العلم الحديث ما زال عاجزاً عن تفسير حقائق الأحلام والرؤية بالمنام من حيث طريقة حدوثها وعرضها على النفس، ومن حيث حقيقتها ومدّتها الزمنية، وكثيراً ما ينشغل الرائي بتعبير هذه الرؤية التي رآها، خاصّة إذا كان ما يراه النائم يحمل مشهد أو أحداث لها علاقة بحياة الانسان نفسه أو أحد افراد العائلة او شخص يخصه، أو رؤيا لها علاقة بالموت أو الرزق وغير ذلك، ويعدّ علم تعبير الرؤى من العلوم التي أقرّتها الشريعة الإسلاميّة، وفي زمن النبي -صلى الله عليه وسلّم- كان الصحابة -رضي الله عنهم- يَعرِضون رُؤاهُم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فيُفسّرها لهم، وتعبير الرؤى علمٌ واسعٌ دخل فيه من غير أهله كثير، لذا يجدر بالانسان الرائي الحذر من ذلك وتحرّي من هو أهلٌ للتعبير.
الفرق بين الرؤى والأحلام إنّ ما يراه النائم في نومه ينقسم إلى أقسام ثلاثة، هي:
الرؤيا:
وهي ما يراه النائم في نومه من أمورٍ محبوبةٍ، وقد يُراد بها تبشير بخير أو تحذير من شرّ أو للمساعدة والإرشاد، ويُسَنُّ حمدُ الله تعالى عليها، وإخبار الأحبّة بها دون غيرهم، والرؤى من الله تعالى.
الحلُم:
هو ما يُعرَضُ للنائم من أحداث ومشاهد تثير كراهيته لها وينقبض صدره منها، وهو من الشيطان، ويُسنّ للشخص إن رأى حلماً أن يتعوّذ بالله عزّ وجلّ، وينفث عن يساره ثلاثاً، ويتحوّل عن جنبه، ويصلّي ركعتين لدفع حزن الشيطان عنه، ولا يُحدِّث به أحداً، فمن اتّبع هذه السّنن لا يضرّه شيئاً.
حديث النفس:
وهو ليس رؤيا ولا حلُماً، وإنما يُسمّى أضغاث أحلام، وهو عبارة عن أحداث ومخاوف في الذاكرة والعقل الباطن يُعاد تشكيلها مرة أخرى أثناء النوم، كمن يعمل عملاً ويُمضي نهاره في العمل، ويفكّر به قبل نومه، فيرى ما يتعلّق بعمله في منامه، وكالذي يفكّر كثيراً في شخص يحبّه، فيرى من أضغاث الأحلام ما يتعلق بمحبوبه ولا تأويل لهذه الأشياء، وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدِّث المرء نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصلِّ ولا يحدّث بها الناس).
تفسير حلم الذهب
لا يقف تأويل رؤيا الذهب في المنام عند تأويل وتعبير واحد، ولكنّ رؤيا الذهب عموماً لا تُحمَد لدلالة لفظ الذهب وصفرة لونه، ويختلف تفسيره حسب طبيعة الرؤيا، ومن ذلك:
إنّ رؤيا الذهب المُصاغ أضعف في دخول الشرّ على الرائي من رؤيا الذهب غير المُصاغ لدخول اسم آخرعليه فنقول قلادة ذهب، وخلخال ذهب.
إذا رأى الشخص أنّه يلبس الذهب على أنّه من الميراث، فإنّه يَرِث.
من رأى أنّه لبس قطعة من الذهب فإنّه يُصاهِر قوماً أصحاب كفاءة.
من أصاب سبيكة من ذهب، فيذهب منه مال أو يصيبه همٌّ وغمّ بقدر ما أصاب من الذهب، وقد يكون هذا الهمّ غضب من سلطان.
من رأى أنّه يُذيب الذهب، فإنّه يقع في خصومة وشِجَار، وتقع سيرته بألسنة الناس.
من رأى أنّه يسكنُ بيتاً من ذهب أو أنّ بيته مُذهّب، فإنّ بيته يصيبه الحريق. من رأى أنّه تقلّد قلادة من ذهب، فإنّه يصيب ولاية ويتحمّل أمانة ومسؤولية.
من رأى أنّه يلبس سوارين من الذهب، فإنّه يقع به أمر سيء، جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال:
(بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمّني شأنهما فأُوحِيَ إليَّ في المنام: أن انفُخهما، فنفختُهما فطارا، فأوّلتُهما كذابين يخرجان من بعدي، فكان أحدهما العنسيّ والآخر مسيلمة الكذّاب صاحب اليمامة).
من رأى أنّه يلبس خلخالاً من ذهب فإنّه يقع في حبس، والخلاخِل للرجال في الرؤيا قيود، ولا يصلح للرجال الحليّ في المنام إلّا القلادة والعقد والخاتم والقرط. إن رأت المرأة السّوارة والخلخال من ذهب، فتفسير ذلك زوجاً.
إن رأت المرأة حليّ النساء، فإنّ ذلك يدلّ على أولادهنّ، فإن كان من الذهب دلّ على ذكورهنّ، وإن كان من الفضة دلّ على إناثهنّ.
مسائل هامّة في الرؤى تعبير الرؤيا في المنام يختلف باختلاف حال الرائي، فقد يشترك أكثر من واحد في رؤيا واحدة؛ لكنّ تفسيرها لا يكون واحداً لكليهما، فقد رُويّ عن ابن سيرين أنّه عبّر عن رؤية النائم نفسه وهو يرفع الأذان بتعبير مختلف، فأخبر أحدهما أنّه يحجّ بيت الله الحرام، وأخبر الآخر أنّه سيسرق، فالواجب أن ينتبه الرائي والمُعبِّر لهذا الأمر.
تعبير الرؤيا لا يقع إلّا إذا عُبّرِت ممّن له دراية وعلم بتعبير الرؤى، وقد يصيبُ المعبّر ويُخطىء ويؤكّد؛ ذلك ما جاء في الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رجلاً رأى رؤيا، فقصّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر رضي الله عنه:
ائذن لي فلأعبّرها، فأذِنَ له الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعبَّرها، ثمّ قال أبو بكر رضي الله عنه: أصبت يا رسول الله؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أصبتَ بعضاً وأخطأتَ بعضاً)، ولا يقع تعبير الرؤيا ممّن لا علم له بتعبير الرؤى، ولا تكون الرؤيا على تفسير أوّل مُفسّر لها.
التّحذير من طلب تفسير الرؤيا عند من لم يُعرَف عنه العلم بها وبأصولها، وعدم اللجوء إلى المُعبِّرين الباحثين عن الشهرة والتّكسب من رؤى الناس؛ إذ إنّهم يتفنَّنون بإيهام الرائي خاصة أنّ بعض الناس يصيبه الغرور في الأماني، ويُعلّق على رؤياه كثيراً من الآمال، وينبغي على من يتصدّون لتعبير الرؤى وخاصّةً في وسائل التواصل الحديثة أن يتّقوا الله -تعالى- في مشاعر الناس وحاجتهم إلى تعبير الرؤيا.