خواطر أبو تمام إسمه الحقيقي حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، كان شاعرنا فصيح اللسان طويل القامة أسمر اللون، ولد أبو تمام في مدينة جاسم بسوريا عام 804 وكان أبو تمام حاد الذكاء لدرجة أنه قام بحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة بجانب حفظه للأشعار والقصائد، ومن يري شعر المتنبي أو البحتري يجد أنه يختلف كل الإختلاف عن شاعرنا على الرغم من تقارب الفكر.
خواطر أبو تمام الشهيرة
نشأة أبو تمام
كان أبو تمام يعمل كسقا عندما جاء إلى مصر ومع مرور الزمن تعرف على الأدباء وخالطهم حتى جاء اليوم الذي سمعه فيه المعتصم فطلب منه أن يذهب معه ليقدمه للشعراء وكان شاعرنا سمح الوجه وإنسان خلوق، فواقف أبو تمام على عرض المعتصم وذهب معه وبدء في إلقاء الشعر حتى لقي قبولاً واسعاً من الشعراء.
كان أبو تمام يحب الذهاب لمسجد الفسطاط لكي يأخذ العلم والأدب من المعلمين والشيوخ وكان مغرماً بتقليد الشعراء حتى أصبح أعجوبة عصره.
خواطر وأشعار أبو تمام
نجد أن أبو تمام قام بالمزج بين القديم والحديث في شعره فهو من الشعراء العباسيين الذين نادوا بالتجديد في الشعر وأيضاً كان يخاطب في شعره العقل والقلب، قام أبو تمام بجمع شعره وسماه بباب الحماسة وتوالت أبوابه بعد ذلك في المراثي والهجاء والأدب.
تتلمذ على يده الكثير من كبار الشعراء وعلى رأسهم البحتري، قامت مؤسسة جائزة البابطين بالتنقيب عن شعر أبو تمام ووجدت مجموعة من قصائده التي وصل عددها إلى 348 قصيدة، وفيما يلي مجموعة من الخواطر والأشعار لأبو تمام.
نقل فؤادك حيث شئت من الهــــــــــوى ما الــحـب إلا لـلـحـبـيــــــــــب الأول كم منزل في الأرض يعشقه الفتى وحنينه ابدا لأول منزل.
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها ففـــــــي وجـه مـن تـهـوى جـمـيـع الـمـحـاســـــــــن لا تحـارب بنـاظريك فــــــــــــــــــــــــؤادي فــضــعـيــفــان يــغـلــبــان قـويــــــــــا أحـبك حـبـين حـب الـهـــــــــــــــــــــــوى وحــبــا لأنــك أهـل لـذاكـــــــــــــــــــــــا رأيـت بهـا بدرا على الأرض ماشـيـــــا ولــم أر بـدرا قـط يـمشـي عـلـــــــــى الأرض أحبك حبا لو يفض يسيره علــــــــــــــى الـخـلـق مـات الـخـلـق من شـدة الـحب أرد إليه نظرتي و هو غافـــــــــــــــــل لـتسـرق مـنـه عـيـنـي مـالـيـس داريــــــــــــا لها القمر الساري شـقيـق و إنهـــــــــــا لـتـطـلـع أحـيـانـا لـه فـيـغــيــــــــــــــــــــــب قـتل الـورد نـفسه حـسدا مـنـــــــــك و ألـقى دمـاه في وجـنــتــيــــــــــــــــــــك.
أيا من لا يرق لعاشقيه ومن مزج الصدود لنا بتيه ومن سجد الجمال له خضوعا وعم الحسن منه من يليه سليل الشمس أنت فدتك نفسي وهل لسليل شمس من شبيه كملت ملاحة وفضلت ظرفا فأنت مهذب لا عيب فيه.
الحسن جزء من وجهك الحسن يا قمرا موفيا على غصن إن كنت في الحسن واحدا فأنا يا واحد الحسن واحد الحزن كل سقام تراه في أحد فذاك فرع والأصل في بدني كوامن الحب قبل كونك في أفئدة العاشقين لم تكن تلقاه طيفي في الكرى فتجنبا وقبلت يوما ظله فتغضبا وخبر أني قد مررت ببابه لأخلس منه نظرة فتحجبا ولو مرت الريح الصبا عند أذنه بذكري لسب الريح أو لتعتبا ولم تجر مني خطرة بضميره فتظهر إلا كنت فيها مسببا وما زاده عندي قبيح فعاله ولا الصد والإعراض إلا تحببا.
من أين لي صبر على الهجر لو أن قلبي كان من صخر ويل لجسمي من دواعي الهوى ويل معي يدخل في القبر لو كنت أرعى النجم تقوى لقد أدرك طرفي ليلة القدر.
لو كنت عندي أمس وهو معانقي ومدامعي تجري على خديه وقد ارتوت من عبرتي وجناته وتنزهت شفتاي في شفتيه لرأيت بكاء يهون على الهوى وتهون تخلية الدموع عليه ورأيت أحسن من بكائي قوله هذا الفتى متعنت عينيه.
مـا أخطأ الـنـحل إذا أخلـى خـمـائـلـه فالـــــخـد ورد و هذا الـشعـر أزهــــــار أنـا والـحـب تـوأمـان خـلـقنـــــــــــــا و تـلانـا في الـعـشـق كـل حـبــيـــــــب فـتـنـت مـنـك بأوصـاف مـجـــــــردة في القلب منهـا معان ما لها صـــــــور فـي تلاقينــــــــا انتصـاريفـتـدى واجتهـاد تقتـدي فيـه العـبــــــــــــــــاد.