خاطرة لحظات ضياع انثوي..!
ان كان الرجل يعبر عن ألمه أو لنقل لا مبالاته
خاطرة لحظات ضياع انثوي مكتوبة
ان كان الرجل يعبر عن ألمه أو لنقل لا مبالاته و شده يأسه و خذلانه و عدم اكتراثه انطوائه على نفسه و كل الكلام في هذا القبيل ; بأن يدخن كثيرا ان كان مدخنا أو يكتسب هذه العاده من شده صدمته بواقع خذيل ما , اتخاذه مقهى جديد غير الاعتيادي في ركن قصي منها يختلي بيه و نفسه , يطلق لحيته لأيام و ربما أسابيع دون حلاقه لعدم رغبة منه في أي تغيير قد يطرأ ليس فقط على نفسيته بل و جسده , يغير شلة الأصحاب و ربما يعتزل جيران الحي , ينام كثيرا في يومه و يعود متأخرا ليلا أو ربما ينتظم بشكل ملفت في اوقات نومه ليصبح أكثر انتظاما على سبيل الهروب من الحياه , ربما يأخذ عطله مفتوحه من كل العالم حوله أهل البيت ,العمل , الرفاق , المقهى و الحي و العادات اليوميه الروتينيه و من الانترنت و حتى من حبيبته و الاهم عطلة مفتوحه من نفسه زادها عدم التفكير..! اذن مالذي ستفعله أنثى لتعبر عن لامبالاتها يأسها و خذلانها ,ضعفها و عجزها . كيف للانثى أن تعبر لنفسها قبل الاخرين و للمهمين بالدرجه الاولى عن كل هذا ؟ في مجتمعي لا يحق للانثى ان تغادر البيت نهارا لا ليلا كي تبث ما يكتنزها من معكرات صفو حتى لشجره الزيتون في اخر الحي , لا مقهى ترتاده النساء هنا و لا سهول شاسعه يغطيها الاقحوان الاصفر الحزين تبسط جسدها قربهم و لا اشجار سنديان في الهضاب الجافه هاهنا تتكأ عليهم لتمد نظرها في افقهم البعيد ناظرة بتطلع لمستقبل تجهل خفاياه ..حتى لا مكتبات تليق بمقام أنثى أو رجل ترتاد لتكون متنفسا للهاربين من حياة لا تشبه الحياة ! أيضا لن تفكر بصديقتها لتتبادل و اياها أطراف حديث ممزوج بخيبة موقف أو سلسله هموم لان الكلام أصغر من أن يحل عقدة من سياق التحول في لحظه ضعف مباغت.. ربما تراودها فكره الاقتصاص من شعرها ربما ستنتقم من انوثتها بالمساس بها لتشعر انها تغلبت و لو قليلا على نقطه ضعفها كما يشعرها الاخرون او تمردا على نفسها..لكنها حتما لن تفعل فالانثى ليست غبيه كما يروج لهذا فهذا فقط تخمين قد يحتمله الكثير, ان أرادت المرأه هذا فهو من باب التغيير لا غير. اذا مالذي ستفعله المرأه ؟ ربما ستخفي دفترا مميز الشكل تحت وسادة نومها و تتظاهر بالنوم المبكر و تحكي له ضياعها حزنها خيباتها و انكساراتها بماذا تطلعت و أرذل ما جنت من خيبات أمل.. ستدمن روايات رومنطيقيه او نفسيه تلتقط فيها نفسها بين ثنايا سطور خطت بقلم جريج ..ستحفظ طعم الملح في دموعها المسائيه بتوقيت ليل شتاء متاخر ..تحاول ان تتفحص القمر كيف يبدو و مالسر الذي جعل الشعراء يهيمون في وصفه و حتما ستتقن الميزاجيه فالتصرفات او ربما تحاول لملمه شرودها أمام المحيطين كي لا ترهق بأسئلتهم الروتينيه العابره او الغبيه أحينا و المنغصه لصفو لامبالاتها .. تصبح ربما اكثر شاعرية مع المواقف العابره حولها و اكثرا تأثرا و المدارية جدا كي لا تفضح هذا الانعاكس الداخلي على خارجها الهادئ زيفا ..اكثر هروبا من الواقع الى الماضي الى رفوف الحزن و الالم تحديدا و عنوة لتزكية و تعزيز الموقف فيها لتعيش اللحظات بكل تفاصيلها كأن ما فيها لا يكفي بل تستحضر كل ألم لتعيش حزنها غير منقوص بكل طقوسه…